رسالة فى ليلة النصر للأخ شكرى أحمد مصطفى رحمه الله
اهداء إلى أرواح شهداء التوحيد فى كل زمان و مكان
رسالة في ليلة النصر
للأخ الشهيد ( شكري مصطفي - رحمه الله -)
أبتَاهُ لاحَ الشطُّ للرُّبَّانِ
ودنا الأمانُ لقلبِهِ الحيران
وتلأْلأَتْ بين النُّجومِ رسالةٌ
للفجرِ.. من نورٍ ومن تحنان
وبدَتْ تباشيرُ الصَّباحِ تزفُّ لي
بشرى لحوقِ الركبِ بالركبان
يا تائهاً بين البلادِ مُغَرِّباً
أبشرْ فساعاتُ اللِّقاءِ دواني
دارُ السلامِ كما علمتَ ازَّيَّنَتْ
من يومها للشائقِ الولهان
لم يُبق فيه الشَّوقُ إلا ومضةً
عذريةً جادت بها العينان
وبقيَّةً من أدمعٍ لم تُمتَهن
أبدا.. ولم يُشرِقْ بها خدَّان
محبوسةً في القلب فاضت دفعةً
كدمِ الشهيدِ هناك أحمرَ قاني
مهما أطالَ الظالمون عذابَه
فعذابُ حُرِّ النفسِ غير جبان
لا موتَ في موتِ الشهيدِ.. وقتلهُ
نصرُ الحياةِ.. وعمرهُ عمران
هذا الكتابُ إليك سُطِّرَ يا أبي
من خاضعٍ للواحدِ الديَّان
أُمْليه أثْبَتُ ما تكون جوارحي
وأبُثُّ أرْبطُ ما يكون جناني
في وقفةٍ للحق يسري في دمي
رَيْعَانُها ويمورُ في وجداني
ما قام غيرُ المسلمين لمثْلِها
أبداً ولا اشتدَّتْ بها كفَّان
ولربما أطَّ الزمانُ مخافةً
من ثِقلِهَا.. وتأوَّه المَلَوان
أبتَاه ما أحلى السكينةَ كلما
زاد العذابُ تزيدُ في الإسكان
وأقولُ مات الَّليلُ!! إلاّ ليلةً
بقيت كليلِ الحرِّ في الليمان
ما بينها والصُّبحُ ـ غير الصُّبحِ ـ وا
شوقاهُ للصُّبحَ الرفيقِ الداني
بنقائهِ وبهائهِ وضيائهِ
وجلالهِ وجمالهِ النوراني
روحي وما كانت إليه مُشوَّقةً
آن الأوان .. غداً سيلتقيان
فرَّ الأسيرُ إلى أمانِ بلادهِ
ومشى على أرضٍ بغيرِ هوان
فاليوم لا استضعافَ لا حذرَ
من الدنيا ..ولا خوفَ من الخذلان
طهَّرتُ أثوابي من الدَّنسِ الذي
ألصقتُه في صُحبةِ الشيطان
ونفضتُ عنِّي الأرضَ لا أحبابُها
رحبي ولا خلانُها خلاني
في مسجدٍ شيَّدتُهُ في مهجتي
عطَّرتُهُ بالمسكِ والريحان
وحلفتُ حين بنيتُه ..فأبرَّني
ربِّي ولم تحنثْ إذاً أَيْمَاني
ألا يمرَّ عليه إلا طاهرٌ
مما يُحبُّ وخالصُ الإيمان
وقفٌ على الإسلامِ طُهرُ ترابِهِ
وأساسُهُ وبناؤهُ ..والباني
أبتَاهُ في قلبي مشاهدُ من رؤى
بدرٍ ترفُّ وبيْعةُ الرضوان
وأعيشُ ساعاتٍ كعمرٍ كاملٍ
ليست ككلِ دقائقٍ وثواني
مستصحباً للمسلمين وواقفاً
معهم أُكلِّمُهم بكلِ لسان
من أول الإسلامِ لا أرضٌ تُفرِّقُنا
ولا زمنٌ من الأزمان
زنزانتي روضٌ إذا ما زارهَا
غيثُ الهدى أو زارَها إخواني
أبتَاهُ حتَّام التنقُّلُ والسُّرَى
في موحشٍ قفرٍ من العمران
أبتَاهُ ما تلك الحياةُ نعيشُها
عيشَ الأسيرِ ومرتعَ العُبدان
غاياتهم ملءُ البطونِ وقولُهم
في الحلقِ في سجنٍ من الكتمان
أرأيتَ كيف يسوقُنا جلادُنا
سوقَ الرعاءِ غرائبَ القطعان
ويسيرُ جيش ُ البغي فوق جماجمٍ
منَّا وفوق كرامِة الإنسان
أنا لا أرى عيشَ الذَّليلِ بأرضِهم
إلا اليدَ اليُمنى من الطغيان
يبقى مع الباقين في استضعافِهم
ويَعُضُّ في غيظٍ على الأسنان
أنا يا أبي أعلنتُ أولَ هجرتي
فرفعتُ للطاغي يدَ العصيان
قلباً صبوراً زال عن أدرانهِ
متيمماً أرضاً بلا أدران
ومضى يَغُذُّ السيرَ يبلغُ شَعْفَةً
أو وادياً من تلكم الوديان
إن كان سيفي اليوم ليس بقاطعٍ
أو كنتُ صفرَ الكفِّ من أعواني
فلقد دفعتُ بكل ما ملكتْ يدي
وتركتُ للجبَّار ما أعياني
وحفظتُ محضَ الحقِ بين جوانحي
وأحطُتهُ بشغاف قلبي الحاني
وأبحتُهم جسماً نهايةُ أمرِه
عندي غداً واليوم يستويان
ظهراً كعُرجُون النخيلِ وأضلعاً
ويداً مقرَّنةً بها الساقان
فليستبيحوا ما استباحوا من
فتى جَلدٍ وصبَّارٍ على الأقران
متقلِّبٍ في الجمرِ مكويٍّ
ومطبوعٍ على الجنباتِ بالنيران
ماذا جنوا إلا دماً سفكُوه
لا.. أما الفؤادُ فليس في الإمكان
أرأيتَ يا أبتاهُ لو أن الذي
ألقاهُ من إيذائهم.. أرواني؟
بعصِيِّهم بسياطِهم بكلابِهم
أفنوا على الإسلام جسمي الفاني
أو حرَّروا ذاك النحيلَ يحوطُهُ
صفَّان من جندٍ ومن سجَّان
كبقيةٍ للنسر أفضى جِسمَه
كسرُ الجناحِ وعابثُ الغلمان
ورأيتني في ساعةٍ يا والدي
بين الْتقاءِ الحبلِ بالعيدان
وتأرجحَ الجسمُ النحيلُ كهزةٍ
ليدين من إلفيْن يفترقان
ولقد شهدتُ بما شهدتُ مُصدِّقاً
ورجعتُ للربِّ الذي ربَّاني
وبخفةٍ في الليلِ واروه الثَّرى
كم في الثرى جرمٌ جناه الجاني
وأتتْ مجلاتُ الصباحِ عليمةً
بمحادثاتِ الصُّمِّ والعميان
لتزُفَّ للمتمدينين مصارعَ
الجُهَّال بين مقابضِ الشجعان
لتزُفَّ للغيلانِ صَلبَ الحقِّ ما
صَلبُوه بين أئمةٍ الغيلان
ورأيتَهم قد صوَّروني يا أبي
يوم القضاءِ مزعزعَ الأركان
أو صوَّروني يا أبي متهيِّباً
للموتِ يا للإفكِ والبُهتان
لو لم يكن إذ ذاك إلا رفعتي
في الصَّلبِ في ميدانهِم لكفاني
ومشى بذمِّي من تقدَّمَ مَدْحُهُ
متمسحاً في عسكرِ السلطان
وارتدَّ عنك الأقربون وشيجةً
وتلوَّن الأصحابُ بالألوان
وتنكَّروا حتى الدموعُ تنكَّرت
حتى عزاءاتٌ من الجيران
ولوَّوا عليك لسانَهم ولربَّما
قُدِّمْتَ قُرباناً مع القربان
ولقد ألحَّ علي يوم الصَّلبِ
إشفاقي على أمي من الأحزان
ولقد عجبتُ بأي قلبٍ تتقي
ذكري.. وكيف لمثْلهاِ نسياني
وحواك بيتٌ قد تغيَّر عهدُهُ
إلا من الذكرى مع البنيان
في مستهلِ الدارِ في الشُرفُاتِ في
الكوَّاتِ في الراسي من العمدان
فيما عهدتَ هناك منذ صِبَاي
من جَدِّي ومن لَعِبي مع الصبيان
وبما غزلتَ من المُنى ونسجتَ من حُلمٍ
عليَّ وحُكتَ حُلوَ أماني
في كلِّ ركنٍ كنتَ تلقاني به
أو آيةٍ حُفِرَتْ على الجدران
في طَرقةٍ بالبابِ تجري نحوها
وتهبُّ ملهوفاً فلا تلقاني
في الصُّبحِ حين ترى ابتسامَ الزهرِ في
سنِّي وفي عودي وفي رِيعاني
في الفجرِ في الأسحارِ في وهَجِ الضُحى
في رنَّةِ العصفورِ في الأغصان
في الليلِ كم يا ليلُ فيك لواعجٌ
للثَّاكلين وللأسيرِ العاني
عفواً أبي أنا ما أردتُ إثارةً
للحُزنِ أو بحثاً عن الأشجان
لكنها بعضُ الخواطرِ زاحمت
فكري وبعضُ توقعِ الحَدَثان
فلقد ترى ما كنتَ تنكرُ أنْ
ترى ويجدُّ أمرٌ ليس في الحُسبان
إن الذين ـ أبي ـ رموني مفرداً
بين السياطِ وضيِّقِ القضبان
لا تسألنِّي عن عذابٍ زائلٍ
واسأل عن الإسلام في البلدان
هم من رمى بالأمسِ قلبَ عقيدتي
ومشى برجْلَيْه على القرآن
قد ساوموني عن حياةٍ غضَّةٍ
كحياةِ ديوثٍ ببيت غواني
لأخونَ عهداً أو أبيعَ أُخوةً
لا كنتُ ساعتَها وقُدَّ لساني
اخترْ لحبِّك يا أبي ماذا ترى
إني قد اخترتُ الذي أحياني
وغداً قُبيل الفجرِ يأتي حاملاً
للحبلِ والتنفيذِ جلادان
ستُردُّ عاريةٌ ويبلو سَيِّدي
- سبحانهُ - ديني وما استرعاني
فارْفَعْ جْبينك لا تهُنْ لا تنثني
لا تنحني أَسِفاً على جثماني
لا ألفَيَنَّكَ واجماً في ساحِهم
أو هاتفاً ” قتلوه غير مُدان”
أنا باسم هذا الحقِّ قد حاربتُهم
وشُفيتُ في حربٍ بغير سنان
واليوم باسمِ الحقِّ أرفعُ هامَتي
منصورةً في ذلك الميدان
أنا في دمي نصري.. وفي طُغيانِهم
أكفانهُم فلينسجوا أكفاني
أنا لم أمُتْ أبتَاهُ ليس بميِّتٍ
من باع تك الروحَ للرحمان
وغداً ترى النصرَ الكبيرَ ورايتي
( اللهُ أكبرُ) يومها ستراني
إذْ ذاك يا أبتَاهُ تُرفَعُ رايةٌ
للهِ لا للجبْتِ.. والأوثان
واحملْ إلى أمي البشارةَ ( لم يمت)
واستعصما باللهِ واحتسباني
0 comments:
welcome to my blog. please write some comment about this article ^_^