فلنطلق ابتسامنا فى ليلة العزاء ـــــ شعر الشيخ ابراهيم عزت رحمه الله

       فلنطلق ابتسامنا فى ليلة العزاء

                          شعر/الشيخ ابراهيم عزت ــ رحمه الله

الباب مغلق ٌٌ وقاتمٌ

والجدارُ أبكم وصارمُ

يصب فوقنا من قسوة الصخور

غلظة مجنونة السمات

عمياء لا ترى كأنها معدة لرقدة الأموات

وليست تدرك السماء طولها وعرضها

ونجمها الذى يمد بسمة من الضياء

هدية للأصدقاء

وبدرها الذى يطوف ليلة فى موكب الأنوار

لعله يريد أن يبدد الظلام

لكنى أقول للذى أضاء كونه

بأن فى ديارنا عوالم  كثيرة لا تعرفه

ولا ترى بحبه ملامحه

فبينها وبينه الجدران

صماء ليست تعرف الكلام

إلا إذاهَذَىَ مقدسا ً ومادحا ً

خرساء لا تجيد لفظة من أعذب الحديث سوى أحرفٍ ثلاث

تقولها لكل شئ

أنا....أنا

الخير كله أنا ...والعدل كله أنا

وبيننا وبينه نوافذ

تزاحمت بضيقها القضبان

وخلفها بلاهة السجان

واحد ٌ ثلاثة ٌ  ...وألف لا ألفان

لا...فالكل قد غدا يساند البهتان

وفوق أرض غرفتى تكدست أجسادنا

تراكمت إلى جوارها فضلاتنا

 وكل ساعة تمر تملأ المكان بالعفن

****************************************

يا من يمر عندنا بسمعه

تصدقوا لنا بخرقة بيضاء

نُعِدها كفن

هناك من هنا

القائد العظيم حوله بطانته

لا ترهبوا عينيه رغم أنها تمور بالسرر

ولا تصدقوا حديثه من أنه انتصر

فالغيب يحمل التأويل

ويحمل العزاء للجميع

للشيخ فى إنحناءته

وللرضيع

والتى يذوب  قلبها لحبها الصريع

واليوم إننى أدعوكم  إلى زيارتنا ..فى سجننا

لا تفزعوا فلن تقيموا بيننا

فأقبلوا فى أول النهار وودعوا فى آخر النهار

**************************************

وبعدما تُقر هذه العيون بانتصار

وضوءها انتصار....صلاتها انتصار

الله ربها مليكها ...وبالعزة الشعار

نعم هنا ...نعم وهذه الوجوه

لا تعجبوا لبسمة ٍ تعانق الشفاة

ريّانة تفجر الحياة ...وتمنح الحياة

تمد ظلها على العيون 
ترتوى بعزة الحياة 
عريقة تسبح الإله

شعاع رحمة يعانق المكان

فينتشى بسره المكان

لم تفلح الجدران والقضبان 
لم يفلح السجان والسلطان

فنبعنا يمدنا بزادنا

والواحد القهّار أمننا ...ملاذنا

يا حسبنا ......يا حسبنا

مفاتح للغيب لا تُرى تفيض بالعطاء

تقدم الغذاء والدواء والكساء

يا قرة العيون ساعة الجزاء

سنشترى الخلود بالفناء

ونطلق ابتسامنا فى ليلة العزاء

                                    شعر /  الشيخ ابراهيم عزت ـ رحمه الله