قصيدة أرملة الشهيد تهدهد طفلها للشاعر الشهيد هاشم الرفاعى


قصيدة أرملة الشهيد تهدهد طفلها

للشاعر الراحل : هاشم الرفاعي          
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجـــــــاء
 
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المســــــــــــاء
 
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّج في الدمــــــــاء
 
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكـــــــــاء
 
وأمد كفي للسماء لأستحث خطى السمــــاء
ـــــــــــــ  .  ـــــــــــــــــ  .  ــــــــــــــــــــــــ 
نم لا تشاركنــي المــــــــــــرارة والمحـــــــــن 
فلسوف أرضعــــك الجـــــــــراح مع اللبـــــــــن
حتى أنال على يديك مني وهبت لها الحيــــاة
يا من رأى الد نيا ولكن لم يرَ فيها أبـــــــــــــــاه 
ـــــــــــــــــــ  .  ــــــــــــــــــــــ . ———–
ستمر أعوام طويلـة في الأنين وفي العـــــذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفــــور الشبـــــاب
تأوى إلى أم محطمــــــــة مُغَضـَّنَةِ الإيهــــــاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيــــك وكيف غــــــاب
هذا ســــــؤال يا صغيري قــــد أُعد له الجـــواب
 
——————–
فلئـــــن حييت فسـوف أســـــــــرده عليــــــك
أو متُ فانظـــر من يُســـــــــِرُّ به إليــــــــــــــك
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقترفت يــــــداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئـاً من دمـــــــاه
——————–
غدك الذي كنا نؤَمل أن يصـــــــــاغ من الـــــــورود
نسجوه من نار ومن ظلم تدجــــج بالحديــــــد
فلكل مولود مكـــان بين أســــــراب العبيـــــــد
المسلمينَ ظهورهم للسوط في أيدي الجـنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجــــــود
———————
فلقـــد ولــــدت كي تـــــــــــرى إذلال أمــــــــــة
غفلت فعاشـــــت في دياجيـــــــر الملمــــــــــة
مات الأبيُّ ولم نسمع بصوت قد بكــــــــــــــــــاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
———————
أما حكايتنا فمن لون الحكايــــــات القديمـــــــــة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمـــــــــــــة
الحاكم الجبار والبطش المسلح والجريمـــــــــــة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومـــــــة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمــــــــــــة
———————-
الحـــــــــــــرُ يعـــــــرف ما تريــــد المحكمــــــــة
وقُضاتـــــــــه سلفـــــــــاً قــــــــد ارتشفــوا دمه
لا يرتجي دفعاً لبهتان رمـــــــــاه به الطغـــــــــاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــــــاة
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالـــــــــــه
———————-
 
قد كان يرجو رحمـــة للنـــــــاس من جــــــــلاده
ما كان يرحمه الإلــــــــه يخون حب بـــــــــــلاده
لكنه كيـد المُّذِِل بجنـــــــــــده وعتــــــــــــــــاده
المشتهى سفك الدمـــاء على ثــــــــــرى رواده
———————
كذبوا وقالوا عـــن بطولتــــــــــه خيانــــــــــــــــة
وأمامنا التقريـــــــــر ينطــــــــــــق بالإدانــــــــــة
هذا الذي قالوه عنه غداً يردد عـن ســــــــــــواه
ما دمت تبحث عن أبِيٍّ في البلاد ولا تــــــــــراه
———————
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبـــــــة
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبـــــــــــــــة
قد شادها الطغيان أكفاناً لعزتنا السليبـــــــــة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبـــــــة
والناس في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبـة
———————
حتى صدى الهمســـــــــات غشـــــــاه الوهـــن
لا تنطقـــــوا إن الجـــــــــدار لــــــــــــــــــــه أذن
وتخاذلوا والظالمون نعالهــم فوق الجبـــــــــــــاه
كشياه جزار وهل تستنكر الذبح الشيـــــــاه؟ ؟
———————
لا تصغي يا ولــــدي إلى ما لفقـــــــــــوه ورددوه
من أنهم قاموا إلى الوطن السليب فحـــــــــرروه
لو ككان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلـــــــــــــــوه
ولما رموا بالحر في كهف العــــــذاب ليقتلــــــوه
ولما مشوا بالحق في وجه السلاح ليخرســــوه
————————
هذا الذي كتبـــــــوه مسمــــــــــــــوم المـــذاق
لم يبق مسموعــــاً ســـــــوى صوت النفــــــاق
صوت الذين يقدسون الفـــــرد من دون الإلـــــــه
ويسبحون بحمده ويقدمون له الصـــــــــــــــــلاة
——————————– 

0 comments:

welcome to my blog. please write some comment about this article ^_^