سِفْر الحكمة للشاعر توفيق علوان

              سِفْر الحكمة

                             للشاعر/توفيق علوان

مكتوب فى سفر الحكمة

أن القطرات المرتجفات تفجر نهراً

 ويكون الأصفر بعد الصفرة أزهر

يكسو الخضرة زهراً

والأسود يطفــر رغم كآبة .........

ركن البلقع ..................عطرا ً

والعسر سيرجع يسراً

ــــــ . ـــــ . ـــــــ

مكتوب أن النهر يفيض

فتهتز الأرض جميعاً

ويدب كما تأتى الأحلام

ويُنشئ فى الصخر ربيعا ً

ويثير سكون الأرض البكر

فتصبح أما ً .........

ويميت العقم

فليست تجرع بعد الليلة هما ً

من كان سميعاً فليسمع
أو كان بصيراً . . ذاك لمن يملك فكراً

ـــــــ . ـــــــ ..ــــــ

مكتوبٌ في سفر الحكمة
مكتوبٌ أن الليلَ يخافُ النورَ ويرجُ العالم أجمع قفراً
ويريد ليوقف سير النهرِ ويبرمُ خلف الربوة أمراً

مكتوب أن الليل سيقبل

ممتطيا ظهر الحلم ويجيش جُند الغم

وبوم الظلم ...وأوباش الفتنة

من كل مكان يأتى الليل

ليخمد ترتيل الحكمة

فيعود الصبح سرابا ً

ويعود الزهر يبابا ً وتعود الأرض خرابا ً

والروضة ترجع قفراً

من كان فقيها فليفقه
أو كان رشيدا . . ذاك لمن يملك رشدا

ــــــ . .ـــــــ . .ـــــــ

مكتوبٌ في سفر الحكمة
الأصفر يحرق مثل النار بكل مكان
الأصفر يجتاح الأركان
الأصفر يغتال الأخضر ينعق كالبوم على الوديان
من كان حزينا فليحزن
قد حق لذلك أن يعلو سفر الأحزان

البوم على الآكام...على الوديان ..على الأرجاء

قد جاس بظهر الأرض...وبطن الأرض

وحيث يشاء

البوم يحوم...قلب عينك حيث تشاء

وعلى الأيك الذابل فى أقصى الأرض

تنوح حمامة ........

بقيت للريح برغم الريح

منـار قيـامة

تأبى من قاع القلب الدامى ..من فرط الوجد

دموعا ً

تأبى بعد الأيام السود...وأتراح الأيك

هجوعا ً

من كان نسيا فليذكر
أو كان غشيّا فليبصر
كل المكتوب هنالك كان
فقد أنذر سفر الحكمة

ــــ . .ـــــ . ـــــــــ

يا نهر النور قد اشتقناك..ودبنا دونك أجساما ً

أضنانا الصبرولولا كل الصبر وما داما

مذ كان الشفق ونحن نهيم حفاةً دونك أيتاما ً

نترنح تحت أديم الصخر ظهوراً تحمل آثاما ً

نستنزف دمع الحزن... وندمى الأقلاما

ونحس بغيرك أنا نرزح تحت الغربة أقزاما ً

البوم بكل مكان ..فأتِقد استمرأنا الآلاما

قد جف الحلق ِ وبرد الأرض ونحن نجرجر أوهاما

وننام ونصحو بالأحلام هنالك تتبع أحلاما

ــــ  .  ــــــــ . ـــــــــ

النهر يناديكم فاصغوا لقداسة ترتيل الحكمة

الليل ـــ فيا من يسمع ـــ أصل الغيم وآلام الظلمة

قد جـاب الشر وسد الخير وبث  تعـاويذ الفـتنـة

وأطاح بنبض حياة النهر ....ودمدم حول الخضرة

النور ينادى فاستمعوا للنور.........بمكنون الحكمة  

ــــــــ . .ـــــــــ . .ــــــــ

مكتوب أن الدمع أمام الليل رقيق الذلة

والمعول يامن ذاق الهون

طريق ...معصوم الحرمة

والجبن أمام السد ..ورغم السد حياة النكبة

فالسد ـ عليكم سحق السد

وذاك مخاض جنين الحكمة

ـــــــ . ـــــــ . .ــــــ

السد عليكم سحق السد فذاك فعوه
القولة فصل : يهوى السد لمن هدموه
والقلب يفجِّرُ نبع الحكمة كنز الرؤية فاكتنزوه
والعقل جماع الرشد وزاد الركب لمن حفظوه
والساعد عزُّ العزِّ
فهزّوا الساعد وامتشقوه
لا رأي لمن خاف الصفرة والقادم صبحٌ فارتقبوه
والفجرُ طريقٌ دون حراب النصر لمن نصروه
والقوة
ليس سبيلٌ غير القوة
ستعود الشمس ولكن كيف بغير القوة
ويسير الدرب ولكن
ذاك الدرب رهين القوة
ويعز الذل ولكن
عز الذل جنين القوة
ــــــ . ـــــ . ـــــ
السد عليكم سحق السد
ويطلق أسر صريع الظلمة
ويعود النهر
وبعد خريف الهجر بهيج الخطوة
يروي الآفاق المحترقات
ويخطر في ثوب البهجة
ويُعيد الصفرة ـ بعد لهيب الصفرة ـ خضرة
الليل سيشفق عند بزوغ الفجر سنيّا
والبوم سيرحل عند طلوع الزهر نديا
الكل سيفرح
لن تلقَ بين الأركان شقيّا
الكل سيبصر
قال النور وليس النور نسيا

ــــــ . ــــــ . ــــــ
ويمر النهر
ويهز البيد ويترك حيث الماء زهورا
وسيأكل من قد عاش الدهر فقيرا
وسيبصر من أرواه ظلام الليل ضريرا
وسيلبس عريان الأيام اليوم حريرا
وتغرد فوق الأيك طيور الحكمة
ويصلي من حُرِم الترنيم بذكر الله
ويقرأ ذكرا مذكورا
ــــــ . ـــــ . ـــــــ

فى هم الليل ...يصير يمام الحى نسورا ً

وتكون لفرط الليل مها التنعيم نمورا ً

وتصير جحور النور قلاعا ً بعد عتو الليل

دحورا ً

ويتمكن طير الحكمة
ويعود النور ليطرد أشلاء الظلمة
وسيحكم طير الحكمة
ويعود النهر ليقطع أوصال الصفرة
ـــــــ . .ــــ . ـــــ

من ظلم صقور الليل يهب كنار النور صقوراً

ويموت الليل ...ويبقى الجو مهيبا ً يرجف

مبهورا ً

ويمكن طير الحكمة ...

ويعود النهر ليقطع أوصال الصُفرة

وكذا لو كان الليل يرى

لتلاشى فى سفر الحكمة..

ـــــــ . ـــــــ. ــــــ

من كان يفتش بين العتمة

يطلبُ ذكرا ً مسطورا ً

أو رام المجد على الآفاق

وعاد عييا ً محصورا

أو ذاق الليل ....فمج الليل

وضج فجيعا ً مقهورا ً

الشمس....

ضيـــاء الشمس هنالك

يسطع فى سفر الحكمة

               ***