جنائزية الأعراس شعر الشيخ ابراهيم عزت ــــــ رحمه الله


        جنائزية الأعراس

شعر/ الشيخ ابراهيم عزت ـــ رحمه الله ـــ

أغالب النحيب والعويل والصراخ
أغالب الكلام والدموع
أغالب النظرات
فكل ما نقوله من الكلام عاجز مهدمُ
وكل ما نراه مُرهِقٌ معذبُ

************************
نعوذ بالله من قسوة الجنون
متى نقول ما نحب أن نقول؟
متى يموت قهرنا ؟
متى يثورسيدى بركاننا
متى نلقب الأشياء؟
بالذى يوافق الأسماء
ونصنع الحقيقة المقدسة
 حقائق الحياة كلها مزيفة
*************************
الخيرُ شرٌ مطبقٌ فمزقوا رداءه
والشرُ فى عوائه الكئيب غادة
يساق فى أعقابها المديح
إياك أن تحب خضرة الزروع
ما أجمل السواد
ما أرق بومة ً تنوح فوق دارنا
ولتذبحوا الحمام
ولتقتلوا الأطفال ولتحرقوا الأزهار
 لكى يسير ركبهم
**********************
سهامُ ليل ٍ تجمعت لقهرنا
 تثورُ تطلق الدخان
لتحرق اخضرارعودنا
 وتنشر الجفاف فى المكان
تكسر الشراع للسفين
تود لو تمرغ الأنوف فى التراب
لو يضحك العذاب عابثا ً بقهره العبوس
يدوسنا بهمه الثقيل كى نطأطئ الرءوس

**************************

نعم أصابنا الضنى وهدنا الحزن
نعم... بكت عيوننا وضجت الجراح بالعفن
 والضرُ مسّنا وعضنا بنابه الشجن
وفى رغام ليلنا الضرير
شامخ فتن
نعم أحبتى ولست...... أُنكرُ الألم
ورغم أن وجهه الكئيب
قد مر فى بيوتنا ...وخلف النحيب
ورغم أننى وأنت فى  ديارنا غريب
ورغم أن فرحة المُنى
قد ودعت قلوبنا
فلم تعد تلوح  للبعيد والقريب
ورغم ضعفنا وخوفنا وسطوة الهموم
ورغم أننا نصارع الهموم
فلم تزل أقدارنا تقول
لابد يا أحبتى من الألم

*****************************
ليسقط الكسيح
لينتهى تراقص الذبيح
ليختفى فى قسوة النيران
مُرهف الطلاء والخبث
ليهتف الجميع
الموت للعبث
ليستبد بالمراوغ القلق
ليهدأ الشهيد إن صدق
فلم تزل مزاهر الحياة فى القلوب
يصونها من الضياع أن ربها كبير
وأننا بركنه الشديد نستجير
وأننا بظله الحبيب نحتمى
وفى رياض وعده الوفىّ نرتمى

**************************
نظل فى مواطن البلاء والرجاء نوحده
ونذكر اسمه الحبيب حينما يضمنا السجود
وحين يبدأ الحديث بيننا وبينه نمجده
وتشرف الحياة باسمه الودود حينما نردده
هو الطريق هذه سماته وهذه ملامحه
وحنما دعاك للمسير فى رحابه الشهيد
تحركت يداك حرة تصافحه

***************************
وحينما وجهت للمليك وجهتك
وحينما عقدت بيعتك
فى الليلة العريقة النسب
نُبئت أن رحلة الرجال مُجهده
تشق فى الصخور دربها
وتأكل الظمأ وتشرب النصب
وتُشعل المصباح بالدماء إن جف زيته
نُبئّت حينما تحركت خطاك ترتجى منابع الضياء
بأن فى طريقنا ابتلاء
وأننا سنقبل العناء لنفتدى رسالة السماء
دُعيت كى تقدم العطاء
صدقت ربنا وبلغ الرسول
فهب قلوبنا الرضا
وثبت الأقدام فى مواطن القضاء
وأصلح البقية التى لنا
 واغفر لنا الذى مضى
وحطم الأغلال عن رقابنا
وكن لنا
فأنت دائما تجود
هب جوادنا الصمود
كى نواصل المسير
لندرك الكتائب المظِّفرة
مضت لساحةالأمان تعلن السلام
هدية معطرة
بنورها ستختفى مآتم الظلام
غداً تضئ بنورها أحرف الهدى
 فى داخل الصدور
وتظهر المواكب الموحدة
على مشارف الأفق
ويغرق الطوفان من أبق
ومن أوى لقمة الجبل
يريد واهما ً حياة

****************************
ستملأ العيون فرحة ً( مزغردة )
تقول للأسى
ونحن نقطع الطريق للعلا سننتصر
على الشفاة ذكرها
يزف بسمة القدر
الكف لم تزل بخيرها
قوية ً ..غنية ً.. وقيدها سينكسر
وفى العيون نبضها ... يضج ينصهر

                           شعر/ الشيخ ابراهيم عزت ــ رحمه الله ــ

0 comments:

welcome to my blog. please write some comment about this article ^_^